22.9 C
Port Sudan
الثلاثاء, ديسمبر 16, 2025
spot_img

ملحمة القيادة بداية نهاية التاريخ

ملحمة القيادة بداية نهاية التاريخ

                        عقيد ركن بدرالدين الفاضل يوسف

مات الجيش السودانى موتة النبيل فى منتصف ابريل من العام ثلاثة وعشرون والفين حتف مؤامرة ضاربة الجذور فى التاريخ لانبرئ منها إلا من يبرئه الجيش السودانى بالتحقيق والتقصى ويثبت عمليا براءته حين تحين حصحصة الحق . ويوم مات الجيش السودانى بعث من جديد كطائر الفينيق الاسطورى فى ذات لحظة موته وقام
من حريق الغدر والمؤامرة بعثا جديدا.
لم اجد ابلغ من تعريف لحالة التصوف ( ان يميتك الله فيك ويحييك به ) ،لاسقطها بمعناها الدلالى على ماحدث للجيش السودانى فنقول : فى شهر ابريل ذاك من ذلك العام ( مات الجيش فى الجيش وبعث الجيش بالجيش مرة اخرى ) ، اجتمعت كل خيوط الحبكة وتجلى الغرض بليل وبلغ الفحيح آذان كل المتورطين عدا الضحية فعلموا ان لحظة الذبح قد ازفت وان ما كيد لم يكيده كائد من قبل ، وما ابرم لم يبرمه احد من قبل، وانه ماتحزبت احزاب كهذه الاحزاب من قبل على هكذا غنيمة ، وما تحالفت احلاف على قصعة كهذه من قبل وما حشد شر من قبل كما حشد هذا الشر ، وما تجحفلت جحافل كهذه من قبل ، وما كدست موارد كهذه من قبل ، وما دبرت خطط كهذه فى التاريخ من قبل لتحقيق هدف ، وما اجتمع تضاد كهذا على هدف واحد إلا لهذا ،وما وثق واثق على نتائج لفعل مضمون كهذا الوثوق لدرجة ان عقولهم المادية المريضه لم تحسب حساب لاى احتمالية للفشل ، فاعدوا كل شئ لمابعد تدمير كل شئ بداية بالجيش ، كل الاشياء كانت معدة سلفا للموت المحقق والحتمى.
لم تتهيأ ظروف لنجاح مخطط كما تهيأت ، ولم يستغفل احد من قبل كما استغفل الزبيح بتواطؤ محيطين ومندسين ومتعاونين وخبراء بدأوا العمل باكرا منذ سنوات حتى افلحوا فى تجزئة المقولة الخالده (جيش واحد شعب واحد ) لتحل محلها مقوله محبوكة بخبث الذكاء الاصطناعى (معليش معليش ماعندنا جيش) وبلغ بنا الحال درجة التعايش و استبدال الكاكى نهاية الدوام للتسلل بصمت خارج قلاعنا وكأن على رؤوسنا الخيبة لينطمر أثر علاقة ضاربة فى التاريخ. والمعلوم ان فيالق ( الكوشيون) كانت اول جحافل منظمة انتظمت كجيش عرفتها البشرية وكانت تلك الجحافل هى بذرة الجيوش إذ تكونت من محاربين اشداء ذوى مهارات متعددة ومنسجمة ومتسقة مع الادوار انقيادا لمستويات سلطه قيادية تراتبية تتعالى تصاعدا حتى الملك باعتباره القائد الاعلى ،( كاشتا) كان هو اول ملك لمملكة كوش الأولى (نبته) سنة 2400 قبل الميلاد وبذلك نقسم الجيش السودانى تاريخيا فى هذا المقال الى مراحل اولها مرحلة جيوش نبته وكل الممالك والسلطنات والسلط التى تلتها بمسمياتها العديدة ماقبل قيام المهدية وفيها تاسست العلاقة مابين الجيوش ومجتمعاتها المكونة لها كاقدم صلة تاريخية حيث كانت الجيوش تنشأ معتمدة على نسبة كبيرة من المتطوعين من عامة الشعب ونخب محترفة لفنون القيادة والقتال يشكلون حاميات عسكريه ومجموعات احتياطية كبيرة يتم استدعائها حين الحروب باليات متفق عليها بين مستويات الحكم المنتشرة عبر الامصار والقرى والبيد والصحارى والغابات وتتكون تلك المجموعات فى الغالب من (رماة الاقواس) ،( المشاة)، (جماعة الرماح)، (جماعة الفؤوس) ،( جماعة المقالع) ،( جماعة الخناجر)
،( جماعة الهراوات) ،(جماعة الفرسان والمركبات)، اضافة الى الصناع ، الفنيين ،الحدادين، النجارين ، البنائين.
تليها المرحلة الثانية وهى مرحلة المهدية اتفقنا معها ام لم نتفق بحيث تعتبر مرحلة تمثل تطور فكرة الجيوش فى العقل السودانى من شكلها القديم الملوكى حيث انتظم السودانيون باختلاف دوافعهم ضمن مجموعات جيوش المهدية ( 1881_ 1898) حتى بلغ تعدادها فى مرحلة.ما. 60٫000 جندى وهى بحسابات ذلك الزمن قوه هائلة اخذين بالاعتبار بدائية الادوات والوسائل المتوفرة وقتها للقيادة والقدرة على السيطرة والادارة والتوجيه فنظمت تحت رايات ذات الوان ودلالات ومهام واختصاصات ،ثم تاتى المرحلة الثالثة المبتدئة مع اعتلاء السلطة الاستعمارية مقاليد الادارة والحكم فى السودان حيث كونت السلطة الاستعمارية اورط وبلوكات وسرايا عسكرية ادمجت داخل صفوفها جنود سودانيين واستعانت بقوة ابدانهم وخبراتهم فخدموا تحت جيش منتظم وحديث وفق سياقات ومعطيات ذلك الزمن وتعرف السودانيون على انماط لاتخطر على بال واكتسبوا خبرات عالمية وتقنيات ولغة واساليب وتكوينات وعقيدة عسكرية صحيح انها كانت تخدم اهداف المستعمر ولكنها تعتبر منجز بشرى جدير بالنظر وتماهت تلك الاورط السودانية مع الدور لدرجة انها شاركت ضمن صفوف اورط وبلوكات المستعمر وحاربت معها لاخضاع ثورات سودانية حاولت مناهضة المستعمر ثورات فردية كانت (ود حبوبة ، الفكى على الميراوى، السلطات عجبنا) أو جماعية (اللواء الأبيض ، ثورة طلبة المدرسة الحربية) ثم تطورت فى التكوين واتساع دائرة المشاركات فسميت لاحقا قوة دفاع السودان وعملت تحت قيادة ضباط بريطانيين وضباط مصريين الى ان تمت السودنة التى حاول قادتها اعادة سودنة المفاهيم فبدأ الاميرلاى احمد محمد الجعلى اول قائد عام سودانى بتغيير مسميات الفرق من دلالتها الاثنية (فرقة العرب الشرقية ،فرقة العرب الغربية….الخ) الى ( القيادة الشرقية ، القيادة الغربية….الخ ) فى مسعى سودانوى للتصحيح والابتعاد رويدا رويدا من جهود المستعمر فى التكريس للشقاق وسياسات المناطق المفقولةومحاولة التاسيس للقيم الوطنية الجمعية واستمر الجيش رهين تلك المرحلة حتى ازفت المرحلة الثالثة وهى مرحلة نهاية الحكومات وريثة الحقبة الاستعمارية ومابعدها من حكومات تارجحت فى تحالفاتها و استلهام اتجاهاتها وايدولوجياتها مابين الاشتراكية واللبرالية والاسلامية و اخرى متطفلة على بعض مدارس الافكار القومية الناصرية والبعثية العربية لتنتهى كل تلك المراحل التاريخية يوم 15 ابريل 2023 وتنتهى معها فكرة الجيش بهذا الموت النبيل فى التاريخ والحياة الجديدة لبداية تاريخ جديد لم يبدأ التاسيس له المنظرون أو المؤرخون المشكوك فى نواياهم كسلاطين باشا ، أو نعوم شقير، بل انه تاريخ حفرته المواقف خلال استبسال بدأ يكتب تاريخ الجيش الجديد فى ملاحم اعظمها ملحمة القيادة العامة.
استيقظ كل الشعب منتصف شهر ابريل ذلك العام من كوابيس ليلية و أصبح على مجاهيل مصيرية نهارية ، وتهيأ كعادته لمشاوير الكفاح اليومى لاستجلاب الرزق والاستشفاء والاستجداء واستيقظ اخرين لاستنشاق الهواء فى شارع النيل ، واستيقظ من نام من افراد الجيش السودانى باكرا وبدأ التحضير للسعى ذهابا الى المعسكرات والمواقع والمكاتب والقيادات كان كل شئ عاديا (المرتب ) انتهى فى وقته تماما فى منتصف الشهر كالعادة ، ونام الاطفال ليلة الامس جوعى إلا من لعقة قاع كاس الزبادى ، اصبحنا والشظايا المستوطنة اجساد بعضنا فى معارك منسية تطاعن اجساد افراد الجنود المنطلقين لمنطقة الوادى ، و مليون زوجة تتنصت عساها تسمع لمارش تتمنى ان ياتيها من سماعة المذياع أو ( الرادي) لتزغرد ملء صليلها الجرسى قياما للوطن.
استيقظ القائد العام وامام سيادته اجساد ابنائه الخمس والثلاثين مجندلين شهداء أمام عتبة مسكنه ومئات من سيارات الرعب المدججة باعتى الاسلحة تزأر وتقذف جحيمها على محرابه ، وانقلب الجار على جاره!! فماكان إلا مواجهة السلاح بالسلاح وتلقف الرجال نصال السيوف بالاكف والسواعد وعجزت اول نظريات المنطق عن التفسير وتعطلت قوانين الفيزياء ، ماذا كان يجول بالعقول تلك اللحظة ؟ واى جلد هذا الذى يعطى الرجل هذه القدرة على التماسك حيث ينبغى ان ينهار العزم وتخور القوى ويفقد اللب ويغيب البصر والبصيرة ،عزلت القيادات العليا من قواعدها ومنعت بالنار من الالتحام مع بعضها واصبح الكل يقاتل ليثبت موطئ اقدامه ويبقى العدو بعيدا عن مكانه قدر الامكان ، اسر قادة رفيعي المستوى لأن العدو جار فى السكن لم يجد عناء سوى جهد اعتلاء السور الفاصل ، اسر قاده اخرين امام بوابات وحداتهم التى جاؤا اليها مجيئهم الراتب للدوام اليومى ، اسر افراد خلال انتقالهم من منازلهم بمركبات ترحيل جماعية أو خاصة فى طريق قدومهم لوحداتهم، قتل العسكريون العزل القادمين بدون تسليح خلال حركتهم للدوام العملى ، امتلاءت كل شوارع العاصمة بالعتاد والحديد والمدافع والاسلحة والمدرعات وانتشرت قوات العدو لتغمر كل العاصمة بالكامل ومابقيت إلا مبانى القيادة العامة ورئاسة هيئة الاركان ومبانى القوات الرئيسة و قيادة منطقة بحرى العسكرية باعتبارها آخر اماكن تواجد الجيش بوسط العاصمة ،وبعض الوحدات الاخرى المتفرقة هنا وهناك قرب القيادة والقصر الجمهورى وفى مواقع منتشرة حول العاصمة كجزر معزولة وسط محيطات من العدو ، استولى العدو على كل الوزارات والمؤسسات والمرافق والهيئات والمبانى السيادية ووضع اليد على الاجهزة الاعلامية الحكومية والخاصة وكل مراكز الشرطة، وبدأت الدعاية وغسيل الافكار تزامنا مع جهود مستمرة من الاعلام الالكترونى الجماهيرى ذو المحتوى المعد فى اكبر المطابخ الدولية والممول من دولة الشر الخليجية ، فاقام الشعب سرادق عزائه على الجيش الوطنى الذى مات سريريا حسب المشاهد وقراءة الوقائع ومايقوله الواقع ولم يبقي إلا اعلان موت الدماغ لتتم عملية التكفين وينتهى العزاء بانتها مراسم الدفن.
ملاحم صمود الجذر المعزولة يجب ان تخصص لها اسفار وبحوث ومجلدات للبحث والتنقيب فيها لكشف اسرارها وما اطولها من فترة زمنية امتدت الى ما يكمل العامين كسابقة لم تعرف البشرية كمثلها بشهادة اعتى المدارس العسكرية العالمية التى ظلت تتابع الدروس المجانية وهذا مالايتسع له المجال الان ولكن دعونا نسلط الضوء على فرضية الموت السريرى ومهناها طبيا معروف وهو موت كل الجسد باستثناء الدماغ وهذا ما نصف به الذى حدث فى معركة القيادة العامة باعتبارها العقل المخطط والمدبر للفعل العسكرى الذى ادخل المراقب والمتابع من غياهب الدهشة الى ذهول الصدمة.
رمزية القائد العام اختبرتها الظروف كدلالة مجازية قبل اندلاع الحرب فلما بداءت حرب الكرامة برزت الواقعية لهذه الرمزية والتجربة امتحنت شخصية القائد العام نفسها فكشفت معدنها لرفاقة وضباطه وجنوده بالقوات المسلحة اولا ثم عطفا عليهم كشفت دلالة هذه الرمزية لكل المستنفرين من جموع القوات النظامية الاخرى وكافة الشعب
ثم تبينت قدرة مستويات القيادة المختلفة للجيش السودانى على التخطيط والعمل وادارة الازمات وحلحلت المعضلات وتحقيق الاختراقات على الرغم من أن الدولة كلها واقعة تحت اثقل ضغط عالمى واقليمى ومحيطى مورس على دولة فى العالم منذ فجر البشرية فى ظنى ومتابعاتى
كيف بالله تم امتصاص كل موجات الهجمات الضخمة والكثيفة والعجولة للعدو على القيادة العامة لمدة عامين كاملين وبموارد تكديسية مهما بلغت من اكتمالها فانها لايمكن إن تفى احتياجات ادامة تمتد كل هذه المدة بحسابات منطق قوانين ونظريات الامداد اللوجستى للجيوش تلك النظريات التى تعتمد فى تطبيقاتها على الحجم والتهديد والواجب والمدة الزمنية والمهمة ؟ فتبرز هذه الاسئلة
من هم القادة والضباط وضباط الصف والجنود الذين خاضوا هذه الحرب تحت حصار كامل ومحكم وقاوموا مالايخطر على بال من الظروف النفسية القاهرة والمخاطر الحقيقية القائمة والالم الروحى المضنى نتيجة حالة العجز عن القدرة لتفجير طاقات الاعمال العدائية والاضطرار للبقاء فقط انتظارا للعدو ليحشد كيفما يشاء ويهاجم ،لاشك انهم قد غشيتهم امراض المواقع الدفاعية المعروفة وطافت عليهم الجوائح فكيف استشفوا منها؟ معضلة اخلاء المصابين وماحولها من تحديات ؟ وقبل هذا كله كيف نشأت منظومات الاتصالات ؟ كيف انسجمت القوات حيث ان معظمها تكون من ضباط وصف ضباط وجنود اتى بهم صوت بروجى (الكبسة ) ليس جميعهم ينتمون للوحدات التى انضموا اليها صبيحة يوم المعركة ، كيف نشأ بينهم هذا التناغم فعرفوا اختصاصاتهم ووظفوها خلال الساعات الاولى وفق ذلك ؟ كيف انشئت منظومة الاعاشة والتموين ؟ كيف انتظمت المواقع الدفاعية بصورة قياسية حتى ادت دورها وكبدت العدو خسائر هائلة فى اكبر معارك استنزاف دفاعية فى التاريخ ابتلعت القوة الصلبة لعدو كان يمتلك المبادأة والمرونة وكامل حرية الحركة والقدرة على التحشيد مقابل مواقع هى عبارة عن جزر معزوله من الجيش السودانى المحاصر بتكوينات نشأت اضطرارا وهى واقعة قيد واقع العجز الكامل عن الاستعواض !.
كيف احتملوا البقاء قرب مقابر رفقائهم كل هذه المدة والبعد عن القبور فى الحياة الطبيعية يورث نعمة النسيان فتستمر الحياة بعد طول الالم كيف بالله قدوهم ورواحهم وآلام الزكريات عندهم ليست زكريات فالقبور شاهدة بينهم والوعد كل يوم لمقبور جديد!
كيف بالله احتملوا مآسى الأخبار اليومية ويوميات نزوح الحبيبات الزوجات وفلذات الاكباد وتشردهم فى البلاد وانقطاع أخبار الاخرين ممن لجأوا الى دول المهجر واخرين غمر طوفان الشر مدنهم وقراهم فانتهكت اعراضهم بصورة ممنهجة لمجرد صلاتهم بضباط أو صف ضباط أو جنود إذ صارت تلك الصلات سببا لاستهدافهم بينما الحماة فى خنادقهم فى البعيد يخوضون معارك الكرامة،. والكثير مما لايقال ثقلت به القلوب فكيف لايكون الحدث موت الجيش الذى احييا به وقام كطائر الفينيق من ركام الخراب؟؟؟
وللتدليل على نهاية التاريخ وبداية تاريخ جديد لاعلاقة له بجيش ماقبل حرب الكرامة نفتح ابواب اسئلة حتمية اولها هل المحيط العالمى هو نفس المحيط الذى كان يتملق قتلة مليشيا آل دقلوا ويتودد اليهم بحفنة دولارات مقابل مايسمى جهود مكافحة التهريب والاتجار بالبشر؟ اهو نفس المحيط الاقليمى الذى كان يتوعد السودان بعقوبات الاتحاد الافريقى المرتشى والعاجز ؟ وهل الشعب السودانى هو نفس الشعب بقناعاته واحلامه وتصوراته وانتماءاته وعلاقاته ؟ هل الانسان السودانى هو نفس الانسان الذى كان قبل منتصف ابريل سنة التحول ؟وهنا يبرز السؤال الاكثر اثارة لنا كمنتمين للجيش السودانى هل الجيش هو نفس الجيش ذلك المتصل بمراحلة تلك التى اوردنا زكرها خلال السرد ؟ عقيدته ، تكوينه ، التزامه بتقاليده ، طبائعه، اخلاقياته، اساليب عمله ، تكتيكاته وتعبيته ، انفتاحاته، تنظيم عمل تشكيلاته ، طرق القيادة والسيطرة لعملياته، انضباطه،؟؟؟
هل تصلح لادارته مدارسه التقليدية ام ان الحاجة حتمية لاحداث ثورة مفاهيم ومناهج ومراكز بحثية تتبنى نظريات عسكرية جديدة يكون لنا فيها جهد وطنى خالص لاسيما ان الجيش السودانى وتاريخه القديم المنتهى بحرب الكرامة وبداية تاريخه الحديث البادئ بعد الانتصار فى حرب الكرامة بإذن الله يؤهلانه لاجتراح مدرسته العسكرية الخاصة به والتى ستنال احترام جهابزة اقدم واعتى المدارس العسكرية العالمية.
كل ما اورته اعلاه شجعنى للتاكيد على ان ملحمة القيادة العامة ومعارك الدفاع عنها فى الظرف الذى وضع فيه الجيش بتخطيط خبيث محكم وما برز فيها من الهام الكاريزما ، وصلابة العود وقدرة المبادرة والجرأة الفردية وسرعة البديهة والتئام النظام فى ظل الفوضى وجسارة العمل تحت الضغط الخرافى وقوة تحمل وامتصاص الصدمات والصلابة النفسية واشياء اخرى كثير سيتسع البحث حولها مستقبلا باذن الله بجهود مختصين نستطيع ان نقول ان كل تلك هى جملة عوامل تثبت أن ملحمة القيادة العامة هى قد انهت بامتياز تاريخ وبدات تاريخ جديد بالالهام الممهور بالدماء الالهام الذى حرضت به القيادة العامة بالبيان العملى كل من ماتت عنده الارادة من جموع الشعب وكل من انطلت عليه خدعة الحرب النفسية من ضباط وافراد وتشكيلات الجيش عندما اكتملت مشاهد طوفان الشر واستحكمت حلقاته حتى ظن السودانيون ان لامنجاة لهم ساعتها فصبحتهم قيادة الجيش العامة واثبتت بان صقور الجديان لاتعيش ابد الدهر بين الحفر لان شعار جمهورية السودان هو شعار جيشها فاذا هبط صقر الجديان فان هبوطه فقط للصيد ليس إلا هاهى كل العيون الان تبصر قيامة الطائر الاسطورى من ارماس التاريخ ليبدأ التاريخ

Related Articles

Stay Connected

0FansLike
0FollowersFollow
0SubscribersSubscribe
- Advertisement -spot_img

Latest Articles