22.9 C
Port Sudan
الإثنين, ديسمبر 15, 2025
spot_img

حين عادلنورلمسجد النور.

عبدالاله الشيخ محمد المك

في ذلك اليوم وقفت الخرطوم على أطراف أصابعها ترقب لحظة ظنها البعض بعيدة لكن الأرض تعرف أبناءها والتاريخ لا يخون صبر أهله عاد المسجد الذي صمتت مآذنه لعامين عاد المكان الذي كان بيتا لله فاحتلته البنادق
#عادالنورالىمسجدالنور
لا كما أرادوه أن يكون، بل كما يجب أن يكون.
عامان مرا كان المسجد خلالها شاهدا على زمنٍ شاذ في تاريخ السودان حين دنسته أقدام لا تعرف لله حقا ولا للمساجد حرمة عامان كان فيها صوت الأذان غريبا عن مآذنه وسجاده يداس بغير جبهات الساجدين لكن المسجد لم ينسَ والجدران لم تغفر والأرض التي شهدت اغتصاب الحق لم تسكت طويلا

في الجمعة الأولى بعد التحرير، وقف الرجال صفوفًا كما كانوا دائما رفعوا أيديهم بالتكبير،وكأن الخرطوم نفسها تنطق بلسانهم: “الله أكبر. عاد الحق إلى أهله كان بينهم يوسف كبر رجلٌ يعرف معنى الفقد ومعنى العودة يعرف كيف تصبر الأرض وكيف تنطق بالنصر حين يحين الموعد.
لكن الأغرب من كل شيء أن هناك من صفقوا لهذا الاحتلال من برروا من صمتوا ومن دعموا. إبراهيم الميرغني ابن أهل الدين كيف له أن يسير مع من انتهكوا بيت الله؟ كيف لمن تربى على المسبحة والخلوة أن يكون حليف لمن جعلوا المساجد متاريس؟ كيف لمن يعرف معنى الطهارة أن يصافح من لوثوا المحراب؟

لكن لا يهم فالزمن كشاف والأيام لا تترك الخائن مستور في هذا اليوم لم يكن النصر فقط في استعادة مسجد بل في استعادة الحق في إثبات أن الأرض مهما طال اغتصابها تعود وأن المآذن التي سكتت يوما لا تموت بل تصمت حتى يحين وقت التكبير من جديد.
حين رُفعت الأيدي بالدعاء وحين سُجدت الجباه على الأرض التي ظنت أنها لن تعرف السجود بعد اليوم عرف الجميع أن الخرطوم، وإن تأخرت تعرف طريقها إلى النصر.

Related Articles

Stay Connected

0FansLike
0FollowersFollow
0SubscribersSubscribe
- Advertisement -spot_img

Latest Articles